نظمت جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، برئاسة دكتور يسري الشرقاوي، مؤتمرًا تحت عنوان “تحديات التوظيف ومستقبل الوظائف في القارة الإفريقية”، يوم 24 أغسطس.
وأكد المؤتمر أهمية التوظيف وخدمة مجتمع المال والأعمال بالقارة الإفريقية، وفتح أفاق فرص العمل وتقليل نسب البطالة.
وأكد الشرقاوي، في كلمته خلال المؤتمر الذي عقد عبر تقنية «زووم» أن هناك العديد من القراءات المستقبلية تشير إلى أن القارة الإفريقية أمام تحد كبير عام 2050، عندما يصل تعدادها إلى 2.4 مليار نسمة، موضحا أن نصيب المرأة الإفريقية من سوق العمل لا يتعدى 52%، وتوقع أن يكون مطلوب توفير 12 مليون فرصة، لا يتوافر منها فعليًا سوى 3٫2 مليون في السنة.
وناقش الحضور التحديات التي تواجه القارة، مؤكدين على الحاجة إلى تفعيل دور التعليم والبحث العلمي؛ لإحداث نقلة نوعية في الصناعة والتجارة والاستثمارات الإفريقية.
ويعد المؤتمر فرصة؛ لمناقشة التحديات وإيجاد حلول لها، وعرض بعض المشاركين أراء ترى أن التواجد الصيني بإفريقيا لا يقدم فرص توظيف لأبناء القارة السمراء؛ لإتاحتهم تلك الفرص للمواطنين الصينيين، وبالتالي فالتواجد الصيني بالقارة ليس في صالح العمالة في أفريقيا مما يتطلب التوسع في شركات ريادة الأعمال الصغيرة والمتوسطة، وتساهم المشروعات المتناهية الصغر بحصة كبيرة في سوق العمل الإفريقي.
وتوجه الدكتور يسرى الشرقاوي بالشكر للجنة المنظمة للمؤتمر والمشاركين فيه لإيجاد حلول والخروج بتوصيات ونصائح لراغبي العمل ليجدوا فرصة في سوق العمل الإفريقي.
وأشارت الدكتورة مها محجوب، رئيس لجنة العمل والمسؤولية المجتمعية بالجمعية إلى دور مجال إدارة الموارد البشرية لإدارة تحديات التوظيف ومستقبل الوظائف بالقارة في ظل الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي وثورة تكنولوجيا المعلومات، وشددت على وجود تحدى لإحلال بعض الوظائف، فالتطور التكنولوجي سوف يؤدى لإلغاء العديد من الوظائف، ولكن الدول النامية تعتمد الاقتصاد غير الرسمي والعمل في قطاع الزراعة، حيث ينتشر الفقر والمهارات المتدنية التي لا تستطيع مواجهة التطور التكنولوجي، مما سيؤدي إلى تلاشي نسبة 65% من الوظائف الحالية.
وأضافت أن الصناعة في معظم الدول النامية تسهم ب10% فقط من الناتج المحلى، أما الدول المتقدمة تعتمد على الآلات وتستغني عن الأيدي العاملة، ولذلك ينبغي تأهيل أبناء القارة وتمكين رأس المال البشري من الاقتصاد الرقمي والتوسع في يالاستفادة من التكنولوجيا ولمواجهة الرقمنة التي تتطلب الشمول المالي لمواكبة التطور السريع في مجال تكنولوجيا المعلومات، وسد الفجوة الموجودة نتيجة نقص العمالة المتطورة في سوق العمل، ولذلك ينبغي تعزيز رأس المال البشرى بالتعليم وتغيير المناهج الدراسية لتناسب متطلبات سوق العمل.
وأكدت السيدة لوسي كاروثو استشاري ومدربة أعمال، أهمية تقديم نماذج أعمال إيجابية لإدارة الأعمال، ووضع رؤية متكاملة لدى رجال الأعمال في كيفية التعامل مع الموظفين للوصول لرضا العملاء عن مستوى الخدمات المقدمة، وتحقيق الجودة وإتباع سياسات رائدة وتحديد الإجراءات المستهدفة لتنفيذ الأعمال.
واستعرضت الدكتورة أمل منوفي الدراسات والإحصائيات التي أعلنها الاتحاد الإفريقي، حول فرص التوظيف بالقارة وفقدان السوق الإفريقي لـ 50 مليون وظيفة في ظل جائحة كوفيد 19، وأكدت أن السوق الإفريقي كان ينمو سريعًا قبل الجائحة، ولكن الركود الذي صاحب الجائحة جعلت نسب النمو بالقارة -2%، بعدما كانت 7% قبل الجائحة، والمستهدف لنسب النمو بالقارة هذا العام 3.8%، ويشير بنك التنمية الإفريقي أن كلما زادت نسب النمو 1%، كلما زادت نسب الوظائف نصف بالمائة ويبلغ النمو السكاني بالقارة 8.3% في حين يبلغ معدل نمو التشغيل 1.8% فقط ويعني ذلك عدم تناسب نسب التشغيل بالقارة مع نسب النمو السكاني.
وأكد الشرقاوي على أهمية تقليل نسبة البطالة في القارة الإفريقية، خاصة أن الإحصائيات والتقارير التي عُرضت والتي لم تعرض الآن تؤكد أن إفريقيا تعانى فجوة كبيرة مقارنة بالمجتمع الدولي فيما يتعلق بفرص العمل.
من جانبه، تحدث أمير شريف، رئيس مجلس إدارة إحدى المنصات الالكترونية للتوظيف، عن رقمنة سوق العمل في إفريقيا والسياسات والحلول القائمة لبيانات البطالة، والصعوبات الموجودة في هذه السوق والفرق في نسب التوظيف بين الرجال والنساء، ومستقبل هذه السوق في ظل جائحة كورونا، مشددًا على ضرورة الدعم الحكومي لشركات ريادة الأعمال، وأهمية رفع القدرات والمهارات في ظل تغير طبيعة الوظائف التي تتطلب مهارات خاصة، مشيرا لأهمية التوظيف الإلكتروني الذي يوفر وقتا طويلا وفرصًا أفضل.